خُلقت فتاةً مولعةً بالأطفال منذ نعومة أظفاري..
لطالما حلمت بطفلةٍ قمحية الوجه مجعدة الشعر لاتحسن نطق اسمي بل تهتف كلما رأتني بـ"ما" بدلاً عن "ماما" فأضمها إلى صدري وأقبلها ... الجميع ملّوا رؤيتي أؤدي هذا الدور وأحفظه عن ظهر قلبٍ حتى لقبوني ب"الأم الطفلة"
التصق بي هذا الاسم أعواماً حتى صرت مهيأةً لأغدو الأم حقاً عندما تزوجت، لكن ..
مرت سنواتٌ لم نترك فيها طبيباً دون أن نستجدي وخزات إبره وأدويته المرّة أنا وزوجي حلماً بالطفل إلى أن منّ الله علينا بنبضٍ صغيرٍ في رحمي أشعل نبضنا رقصاً وبهجة ..
نذرتُ اسم فرح لمولودتي المنتظرة، فقد كانت الفرح الذي حلّ على عائلتي بأكملها ...
أذكر اللحظة الأولى التي حملت فرح فيها بعد ولادتها، أذكر وجهها، ولمعة عينيها الذكيتيتن، لقد ابتسمت لي! بينما بكى والدها لدى رؤيتها، وغارت الدموع في أعماقي وجفت أمام شعرها المجعد وبشرتها القمحية كما في أحلامي..!
كبرت فرح وبدأت تنطق، ذهلت لما نادتني بـ"ما" وعجز لسانها عن تتمة الكلمة مفجراً كيس الدموع المحتقن وراء عينَي، لأراها تركض نحوي بمنديلٍ جفف دموعي وأثار دموعها في آن معاً ..
عاهدت نفسي يومها ألا أترك لدموعي السبيل للسقوط أمام عينيها، كانت ملاكاً يذيب قلبي كلما لمعت بسمتها قربه، فهي الفرحُ لقلبي وقلب والدها الذي لطالما تهاوى برج قوته أمام بسمتها وعينيها المدورتين ..
كانت خشيتي عليها بالغة، إلّا أن والدها انتزعها من بين ذراعَي بصعوبة ليلحقها بالمدرسة، لأرى ملاكي بين الأطفال فيتعاظم الخوف عليها في جوفي
رأيتها تضحك، ترسم وتمرح مع الأطفال، بينما يراقبها قلبي بحذرٍ وقلق تكبدت عناء كتمه اللامجدي عنها ..
وكأنها تدرك شفافية أعماقي، أو تقرأ الأسرار التي أبالغ في إخفائها داخل عينيّ، كانت أذكى مما تصورت
لم أتمالك نفسي لحظة أرتني رسماً لها يظهر وجهاً لطفلةٍ بعيون مدورة وأخرى لطفلٍ أخبرتني يوماً أنه وسيمٌ للغاية داخل عينٍ كبيرة خرجت منها دمعةٌ قالت أنها أنا..
أي طفلةٍ أنتِ يافرح!
بكيت بشدةٍ أمامها وللمرة الأولى لأراها تحضنني وتربت على كتفي ثم تقول :
لا تقلقي يا أمي أخبرنا الأستاذ أنني أملك صبغيّاً واحداً زائداً، لا بأس يمكننا أن ننتزعه، لكن لاتبكِ يا أمي أرجوكِ ..
لطالما حلمت بطفلةٍ قمحية الوجه مجعدة الشعر لاتحسن نطق اسمي بل تهتف كلما رأتني بـ"ما" بدلاً عن "ماما" فأضمها إلى صدري وأقبلها ... الجميع ملّوا رؤيتي أؤدي هذا الدور وأحفظه عن ظهر قلبٍ حتى لقبوني ب"الأم الطفلة"
التصق بي هذا الاسم أعواماً حتى صرت مهيأةً لأغدو الأم حقاً عندما تزوجت، لكن ..
مرت سنواتٌ لم نترك فيها طبيباً دون أن نستجدي وخزات إبره وأدويته المرّة أنا وزوجي حلماً بالطفل إلى أن منّ الله علينا بنبضٍ صغيرٍ في رحمي أشعل نبضنا رقصاً وبهجة ..
نذرتُ اسم فرح لمولودتي المنتظرة، فقد كانت الفرح الذي حلّ على عائلتي بأكملها ...
أذكر اللحظة الأولى التي حملت فرح فيها بعد ولادتها، أذكر وجهها، ولمعة عينيها الذكيتيتن، لقد ابتسمت لي! بينما بكى والدها لدى رؤيتها، وغارت الدموع في أعماقي وجفت أمام شعرها المجعد وبشرتها القمحية كما في أحلامي..!
كبرت فرح وبدأت تنطق، ذهلت لما نادتني بـ"ما" وعجز لسانها عن تتمة الكلمة مفجراً كيس الدموع المحتقن وراء عينَي، لأراها تركض نحوي بمنديلٍ جفف دموعي وأثار دموعها في آن معاً ..
عاهدت نفسي يومها ألا أترك لدموعي السبيل للسقوط أمام عينيها، كانت ملاكاً يذيب قلبي كلما لمعت بسمتها قربه، فهي الفرحُ لقلبي وقلب والدها الذي لطالما تهاوى برج قوته أمام بسمتها وعينيها المدورتين ..
كانت خشيتي عليها بالغة، إلّا أن والدها انتزعها من بين ذراعَي بصعوبة ليلحقها بالمدرسة، لأرى ملاكي بين الأطفال فيتعاظم الخوف عليها في جوفي
رأيتها تضحك، ترسم وتمرح مع الأطفال، بينما يراقبها قلبي بحذرٍ وقلق تكبدت عناء كتمه اللامجدي عنها ..
وكأنها تدرك شفافية أعماقي، أو تقرأ الأسرار التي أبالغ في إخفائها داخل عينيّ، كانت أذكى مما تصورت
لم أتمالك نفسي لحظة أرتني رسماً لها يظهر وجهاً لطفلةٍ بعيون مدورة وأخرى لطفلٍ أخبرتني يوماً أنه وسيمٌ للغاية داخل عينٍ كبيرة خرجت منها دمعةٌ قالت أنها أنا..
أي طفلةٍ أنتِ يافرح!
بكيت بشدةٍ أمامها وللمرة الأولى لأراها تحضنني وتربت على كتفي ثم تقول :
لا تقلقي يا أمي أخبرنا الأستاذ أنني أملك صبغيّاً واحداً زائداً، لا بأس يمكننا أن ننتزعه، لكن لاتبكِ يا أمي أرجوكِ ..



إرسال تعليق