لمحة عن كتاب " كلارنيت "
أنفّاسٌ ملتهبة من حزنٍ أضمر الفؤادَ لوعةً لترابِ الوطن.
كانت تلك الأنفّاس مابينَ شهيقَها وزفيرها حكايةً قصّتها الدموع حتّى مزجت مع زفرةِ الهمومِ على شاطئِ القلب تُحاكي واقعًا مؤلمًا لا بد أن يزول.
لم تكن سوى الكتابة الكفيلة لمحاكاةِ ما مرّت بهِ البلاد وما قاساه الناس في وطنِ العزِّ والشموخ.
أقلامٌ صاعدةٌ، قلوبٌ حاضرةٌ وأعينٌ رأت ما لا تُرِيد أن تراهُ من ذاك الخراب الذي حلَّ نزيلًا غير مرغوب بهِ بيننا.
لم يكن هنالك أفضل من الكتابة كانت الوسيلة الوحيدة للتعبير عن مايجولُ في خواطرنا، مما ألمنا وأنهكَ دواخلنا، باتت الحربُ حِملاً ثقيلًا على عاتقِ كلٍّ من عاشَ هذه الأزمةَ الّتي ستتلاشى حتمًا عما قريب.
القصصُ عبارةٌ عن تصويرٍ للواقعِ المرير، حكايات شُبانٍ وشاباتٍ رسمنَ الوجع من حبرِ مدامعهم، كانت الفواصل أحاسيسهم، والتشكيلُ كان ما مروا بهِ وما لحقَ الغير.
منهم من خطَّ عن اللجوءِ ومشقتهِ وأُخرياتٌ عن رحلةِ الموتِ بالقواربِ المرتزقة، وآخرون عن حُلمٍ لا بد أن يتحقق، القصصُ عبّارةٌ عن لوحةٍ فسيفسائية، فيها ما لازمنا طوال هَذِهِ السنوات العجاف.
قد لا تكون اللغة قوية، لكن الأقوى هو الشعور الذي سُكب بالحرفِ وخالطَ الكلمة ثمَّ خاطب الأفئدة، وَنَحْنُ في طريقِ الصمود سنمضي والأملُ ظِلّنا.
ضياء الدين الحصري.
مجموعة موسيقى الحرف
تحميل كتاب كلارنيت
تحميل كتاب كلارنيت
إرسال تعليق