هل تعرف أيها الجدار؟
أنّ مِن أفظع الجرائم التي يجنيها المرءُ بحق نفسه أنْ يجعل من الوحدة ملاذه ، ويتخذكْ خليلاً له .
ويآثر المكوث لوحده ، متشاظياً مع تفرعات قلبه ، ممتزجا مع دماءه الحرى .
لكنها هي الأخيرة قد تكون المطهر والمعقم في ظل الأوباء التي غزت المجتمع ، فهي سبيلا لجعلك نظيفا نزيها مقارنةً ببعض الأفراد الذين أُصيبوا بطفيليات الداء .
لكنها تجعل من الإنسان كِتلةً متكتلة ، تأخذُ حيزاً من البؤس ، فيغدو فيها ميؤوساً هَشْ .
يقاتل من أجل اللا أحد ، ليكسب المزيد من العدم ويفقد العقل كل العقل في التفكير ، الذي يقوده فيما بعد إلى ميتفيزيقية الأشياء ، حتى تلدُ أفكارهُ العقيمة أطفالاً من رحمِ التشتت سرعان ما تموت فيهم الحياة .
قد أغدو مثلك أيها الحائط
و بسماء الغرفة أتوحد
و بسماء الغرفة أتوحد
لا أتأثر ، أتبلد
لاأنسجمُ ولا أسعد
لاأنسجمُ ولا أسعد
أموتُ وأحيا أموتُ
و من داخلي أولد
و من داخلي أولد
فلي قبلٌ
ولي بعدٌ
ولي يومٌ
سألقاه وأتبدد
ولي بعدٌ
ولي يومٌ
سألقاه وأتبدد
فياحظي ويا سعدي
أنا ابن الوحدة الأوحد .
أنا ابن الوحدة الأوحد .
محمد فارس



إرسال تعليق