" المعضلة " لـ فاتن قعقاع -->

إعلان أدسنس

آخر المواضيع

breaking/مقالات/9

الأربعاء، 1 نوفمبر 2017

نوفمبر 01, 2017

تكبير النص تصغير النص أعادة للحجم الطبيعي


لَنّ يُحسِنَ أَنْ يكتبَ عن المرأةِ إلا المرأةْ.. من يده في ماء يغلي ليس كمن يتفرج..
والمعضلة؛ إحجامُ المرأةِ عن الخوضِ في قضاياها والإشكالياتِ التي تُعاني منها لعدة اعتبارات..
أولها..
التباس لمفهوم دور وكينونة المرأة في الدين، حيث يستخدم الدينُ والشرعْ في مُجتمعاتِنا غالباً في الخطاب الموجهِ للمرأةِ وعن المرأة، وإلا ما قَبِلَتْ الكثيرَ مما تعاني منهُ في أسرَتِها وبيتِ زَوجِها وشبكةِ العلاقاتْ التي تَتَرتَبُ على احتكاكها بِمجتَمَعِها.
وهناكَ فكرةُ الصبرِ والجهادِ الأنثوي المربوطِ بالصّبرْ (السكوت) على أي ظُلم قَدّ تُعانيه.. وهذا نتيجةَ غيابٍ لتصورٍ واضحٍ عن ماهيةِ حُقوقِها وواجباتها المنوطة بأدوارها، إبنة، أخت، زوجة.. طالبة، متعلمة، معلمة، .. الخ، أدوارها كفرد قائمِ الكينونةِ كَإِنسانٍ مُكلفْ.
وَهُناكَ التحرجُ الفِطري العاطفي، ميل المرأةِ للمسامحة والحنو والتغافل، بحكم عواطف الأسرة المتغلغلة فيها، فطبيعة الأنثى أنها ترتبطُ بأفرادِ أسرَتِها ارتباطاً قوياً.
لِذا تَجِدُها تُحجِمُ عنِ التَشَكّي والمطالبةِ، ل (جهلها) بحقوقها وواجباتِها رُغمَ معاناتها، وخَوفِ ذهابِ (الأَجّرْ) المربوطِ بالصبر، أي السكوت عن أي ظلمٍ تُعانيه، وغلبة العاطفة للمسالمة والتسامح والتحمل والعطفْ (وهذا في الفطرة السوية) ..
هذه الاعتباراتُ وَغيرُها قاهرة في التفكير الأنثوي.. يمكن أن نرسمها بدائرة بِدَايتُها الجَهلُ .. وتنتهي بهذه التبعيةِ المقيتةِ التي تُعاني مِنها المرأةُ في تَفكِيرِها وَنَظرَتِها لذاتها.. وبالتالي مُعاناتِها في حياةٍ تحتاجُ فيها سلاحَ "الوعي" لكسرِ دائرةِ الجهلِ والتبعية، لتستطيع أنْ تَخوضَ حُروبَها في هذا العالمِ غير العادلْ الذي نَعيشهُ.

facebook

إرسال تعليق

شظايا مبدعة