" مثيرة الرعب " لـ رغد العلي -->

إعلان أدسنس

آخر المواضيع

breaking/مقالات/9

الثلاثاء، 24 أكتوبر 2017

أكتوبر 24, 2017

تكبير النص تصغير النص أعادة للحجم الطبيعي


"مثيرة الرعب" من شباك صفّي في الدور الثالث رأيتها...
كانت تجوب أنحاء الباحة ببلاهة، تارةً تقف وتارةً تمشي...تقبّل الأشياء بجنونٍ وتصطدم بأي شيءٍ يقف أمامها رغم نور الشمس القوي مُحَاوِلةً عبثاً الاقتراب من أي طفل تقع عيناها عليه..
هي مثيرةُ الرعب التي حلّت ثقيلةً على نفوسنا، أدخلت الرعب بيننا وحرمتنا من (شمِّ الهواء) في الفُرَصة الثانية من دوامنا المدرسي ...
امرأة غريبة الهيئة، لم نعتد على رؤية مثلها في حيِّنا، غطاءُ رأس أخضرُ اللون يخفي جزءاً صغيراً من شعرها ذي الأطراف الشقراء والجذور التي تنازع فيها الأسود والأبيض فكانت الغلبة للأبيض، حاجبان أبيضان مبعثران كأنما تمَّ تشذيبهما من قبل عمياء مرتجفة، نالت الشمس من لون وجهها الحنطي فغدا أقرب للاسوداد، جسدٌ بارزُ النحولِ بثيابٍ سوداء التقمها الغبارُ فبصقها رماديّةً رثّة ...تظنها بلاحنجرةٍ فلم نعتد أن نسمع لها صوتاً ...
استمر ظهور تلك المرأة أسبوعين متتاليين، وانتشرت القصص في الحيّ حولها، بعضهم تكهّن أنها ساحرةٌ تنفثُ العُقد للأطفال، وآخرون رجّحوا أنها تتعامل مع أحد تجار الأعضاء البشرية، حتّى أنّ بعض الأهالي منعوا أطفالهم من الذهاب إلى المدرسة بعد جدالٍ عقيمٍ مع مدير المدرسة رفض على إثره لسببٍ مجهولٍ منع المرأة من دخول المدرسة ...
مرّ الوقت ثقيلاً اليوم بينما أراقب النافذة مع صديقي بقلقٍ متأملاً حركة المرأة، أو إن كنت صادقاً منتظراً الفرصة لتنفيذ خطتي... !
-أتؤيدني ياعمار بما أفكر؟
+أتظنني مجنوناً أو فاقد العقل يالؤي!
-حسناً ابق أنت...سأذهب وحدي
+يا أحمق انتظر...سألحق بك
نزلنا مسرعين إلى الباحة، خرجت من باب البناء إلى الفسحة حيث تمشي هي، بينما بقي هو في الداخل يطل برأسه الصغير مراقباً...
ما إن رأتني حتى ركضت باتجاهي، ذُعرتُ وبدل أن تحثني رؤيتها على الفرار بقيتُ مثبتاً كمسمار في مكاني جاحظ العينين ممتقع الوجه حتى وصلت لقربي، وقفَت تتأملني بهدوء بينما كانت تلهث متعبة...
جحظت عيناها ورفعت يدها مشيرة إليَّ بسبباتها لثوانٍ...صرخت بأعلى ماملكته من قدرةٍ ثم جذبتني إليها وضمتني ...
أحسست بدموعها الغزيرةِ تبلل كتفي، بسخونة دمها تذيب عظامي، مرّت دقائق شعرت فيها بأمانٍ رغم انقباضات قلبي المرعبة...
أبعدتني ثم قبّلَت جبيني، مسحت دموعها، ورحلت ...
أمي تلك الليلة لم تنم وهي تتلو عليّ تراتيل الحفظ و دفع السحر،
بينما شهد الحيّ في اليوم التالي رؤية امرأة أنيقة بشعر أشقر توزع السكاكر بدمعاتٍ مبتسمةٍ على أصدقاءِ طفلها المتوفي منذ أسبوعين بحادثٍ مروع ....💔💔

facebook

إرسال تعليق

شظايا مبدعة