" لقد انتحرت " خاطرة لـ يسر خالد حجار -->

إعلان أدسنس

آخر المواضيع

breaking/مقالات/9

الأربعاء، 25 أكتوبر 2017

أكتوبر 25, 2017

تكبير النص تصغير النص أعادة للحجم الطبيعي


لقد انتحرت ..... !!!! أتذكر تلك الدرجات التي صعدتها واحدة تلو الأخرى .. تلك الدرجات الرمادية كلون الظل الذي دق بابي قبل 3 سنوات.. أتذكرها جيدا ..... وكيف لا وقد كنت أصعدها بهدوء شديد وكأنما أودع مابقي من ذكريات علقت بجوانبها المكسورة .. لا أذكر كيف أصبحت على شرفة غرفتي ذلك اليوم .. لكني أذكر تجمع الناس أسفلها صارخين إلي بالنزول من على الحائط الحجري الذي بناه أبي عاليا كي لا أقع .. سامحني يا أبي.. سامحني ولكن محاولاتك في حمايتي باءت بالفشل هذه المرة .. نظرت إلى السماء ثم أغمضت عيني.. وحلقت .. نعم حلقت .. فردت جناحي الكبيرين وقفزت متناسية صوت صراخ النساء ولا سيما أمي التي نزلت إلى الأسفل لأنها لم تقدر على كسر الباب .. كنت أطيير ... حتى تحول كل شيء إلى ألم اكتسح جسدي .. وآخر ما سمعته صوت رجل يقول كيف تفعل هذا لقد كانت سعيدة... سعيدة !! كيف للناس أن يلوموني وهم لم يمروا بما مررت به ! الاكتئاب ليس مسلسلا دراميا ابتدعته لجلب الانتباه إلى ذاتي !! لقد كنت مريضة ولم تتم معالجتي !! ألم يلحظ أحد الليل بلا النجوم الذي تربع تحت عيني ؟ ولا جسدي الهزيل الذي نحته الجوع فغطيته بالسواد ؟ تسريحة شعري التي لم أغيرها منذ 3 سنوات !! ألم يلحظ أحد أني أصبحت انعزالية بالحد الكافي لأني أخشى خروجي من السرير لدرجة مرعبة كأن يخرج الوحش القابع أسفله فيلتهمني !! كل شيء حولي أصبح رمزا للتشاؤم والألم .. وأرجوك لا تسألني من أين أتى كل هذا فلو كنت أعلم ما وصلت إلى هذا المكان ! كل ما أذكره أني يوما استمعت إلى شخص بداخلي يخبرني كم أنني أبدو قبيحة .. فسمحت له أن يعبر عن نفسه فتفاقم الوضع ولم أعد قادرة على إسكاته .. وهكذا وصلت إلى هنا .. لقد انتحرت .... !!! هذا آخر ما تداوله الناس عني !

إرسال تعليق

شظايا مبدعة