" نَمْ يا حبيبي الآن نَم.. عن بيتنا غاب الألم
إن يسألوا عنا نقُلْ .. الآن عصفوري استحم
نم يا حبيبي "
نَم نَم نَم أرجوك ، أتوسل قدميك يا جلال، لقد ضقتُ ذرعاً بعنادك يا بُني ، إنها الساعة.......آه تذكرت ، لقد أفرغت غرفتك من كل الساعات بل من كل مقياس للزمن ، لا أريد لمروره أن يربكنا ولا لسرعة عقارب الساعة الجنونية أن ترافق إيقاع دقات قلبي، فليبقى الجدار فارغاً كما غرفتك السابقة وكبيتنا الفارغ وهذا العالم الفارغ.
على كل حال يبدو أن هذا اليوم مصرٌّ على منحي لقب مجنونة قبل أن ينتهي ، لم لا وأظنني سأكمل ساعتي الثانية مكررةً ذات الحركات وبذات الوتيرة!
أقف وأجلس، أهزّ وأغني، أدلّك بطنك وأمثّل النوم علّي أفتح عيني لأرى رايتك البيضاء تلوّح لي ، لكن عبثاً أحاول ومارفّ لك جفن، أخشى على عينك الاحمرار يا صغيري ، أتريدهما جمرتين كعيني أمّك؟ أم أنك تخشى غيابي عنهما قدر رمشة؟!
سيُطبق النعاس على جفنيّ ، لن أصحو باكراً وستضطرني لأن أُجري اتصالاً مع مديرة المدرسة لأُعلمها أنك من أخّرَني عن عملي.
آآآآه، قدماي منتفختان من جديد، تبدوان كالبالون وأخوك المشاغب لم يكفّ منذ البارحة عن رَكْل بطني ، متى سيستسلم للنوم هو الآخر؟
لا أعلم أي مغفلةٍ أنا حتى أكرر تجربة الحمل بهذه السرعة، لأصبح أماً لولدين في غضون أقلّ من سنتين، تبدو قطتّنا أنضج مني.
لا لا لا أرجوك لا تعاود البكاء، ستؤرق والدك الذي نام للتّو بعد نقاش طويل مع جدّتك، التي ترهقُ ذاكرتها الأكثر صِباً من ذاكرتي في اختيار اسم لأخيك كما فَعَلتْ أثناء حملي بك ، لكني لن أسمح هذه المرة، سأجنّ إن لم أسمّه "تيم" أريده وسيماً كذلك الممثل الذي يسيطر على قلوب النساء، هل عدتَ للرّكل يا تيم؟! وهل أفهم من ذلك أن الاسم قد حاز على إعجابك؟!
لكن، ماذا إن أنجبتُ بنتاً؟! من يدري كل شيء وارد، فرقّتها تملأ جوفي ضجيجاً يكادُ يخلو من نبضها الخجول ، الذي توارى خلف خفقات قلبي الصاخبة المشاغبة مثلك يا صغيري العنيد.
وارتسمت تلك البسمة على وجه جلالي ، ربااااه كم تأسرني ابتسامتك هذه يا شقي، أشعر برغبة في أكلك، ما رأيك أن أبدأ براحتيك الصغيرتين؟!
لن تحتاجهما أبداً ، فعندما تكبر سنستخدم أصابع يديّ للحساب وإن لم تكفنا ، سنستعين بأصابع قدمينا ، كم هو مضحك هذا
أنتظرك لتنام .. سأغني لك مجدداً أغنيتك المفضلة:
"نَمْ يا حبيبي الآن نَمْ .. عن بيتنا غاب الألم"
_هيام..زوجتي الجميلة..أين أنتِ؟
ما هذا يا هيام؟
هل عُدتِ لحشْوِ قميصك بالوسائد، والجلوس في زاوية الغرفة لمحادثة هذه الدمية الغبية؟!
لا أصدق هذا..
(#أنين_عاقر)



الف الف مبارك عالنشر 😍
ردحذفدمتي مبدعة ❤