هدوءٌ يغفو في أعماقهِ كأنّه ملاكٌ على هيئةِ بشر ، و بلحظةٍ تليها ينفجرُ صراخُهُ مصدّعاً جدران المنازلِ ، ليترُك أمّهُ وجبةَ شفقةٍ تلتهمها عيونُ الآخرين من حوله ، حركاتٌ رتيبةٌ بتواترٍ منتظم كأنما ناقوسٌ قيّدَ يدهُ ليستمرّ بتحريكها ذهاباً و إياب ،
و صمتٌ ألجمَ لسانهُ إلا من حروفٍ ملعثمةٍ ضلّت مبتغاها بين شفتيهِ الصّغيرتين ، لا يعرفُ البوحَ إلّا في عالمِه ذاك ، عالمٌ تقلّصَ في ريشةٍ و لوحة ..
ذات ليلٍ هبّ فزعاً إلى ريشته ، و لأوّلِ مرّة حدسٌ صاخبٌ يُمطرُ قلبَهُ بوخزاتٍ مؤلمة ، هناكَ في أعلى اللّوحة من الزّاويةِ اليسرى تحديداً، رسم مضغة ً بحجمِ كفّهِ الصّغيرة ، يعودُ للزّاويةِ اليمنى ، يبدو أنّ المسافة ما بين الزّاويتينِ كانت كافيةً لتُصبحَ المضغةُ جنيناً ! لكن ليس للحدّ الذي تظهرُ فيهِ معالمُ الجنين ، فجأةً بساطُ الحزنِ يفترشُ عينينِ زرقاوينِ ترويانِ اللّوحةَ بسيلٍ من الدّموع ، تشبهانِ بالضّبط تلك التي ورثها عن أمّه ! في نهايةِ اللّوحة ، يشقُّ القمرَ نصفين ، يرسمُ النّصفَ الأوّلَ بأبيضَ شاحب، و الثّاني بلونٍ أحمرَ قاتم تسيلُ منهُ قطراتُ دم ! مع آخر قطرةِ حبرٍ سالت ، كانت أوّلَ قطرةِ دمٍ تنزفُ من رحمها ، بخطواتهِ الصّغيرةِ الرّزينة دخلَ إلى أمّه ، عيناهُ متسمّرتانِ في الّلا شيء - كعادته - ، و براءةٌ شقيّةٌ دفعت بنصفِ ابتسامةٍ باهتةٍ على شفتيه ، تقاومُ نحيبَ قلبهِ و أمّه ، لطالما حلُمَ بأن يشاركَ أمّهُ أيّ شعورٍ في الدّنيا لكنّ توحّده جعلهُ يتيماً من أيِّ وسيلةِ تواصل ، ها هو اليومَ الحلمُ تحقّق ، إجهاضُ أمّ و لوحةٌ من دم ! تشقُّ طريقَ ابتسامته دمعةٌ عذبة ، و أغنيةُ الطّفولةِ من التّلفازِ تصدح مواسيةً : " لا تبكِ يا صغيري لا انظُر نحوَ السّماء .. من قلبكَ الحريري لا لا تقطعِ الرجاء
و صمتٌ ألجمَ لسانهُ إلا من حروفٍ ملعثمةٍ ضلّت مبتغاها بين شفتيهِ الصّغيرتين ، لا يعرفُ البوحَ إلّا في عالمِه ذاك ، عالمٌ تقلّصَ في ريشةٍ و لوحة ..
ذات ليلٍ هبّ فزعاً إلى ريشته ، و لأوّلِ مرّة حدسٌ صاخبٌ يُمطرُ قلبَهُ بوخزاتٍ مؤلمة ، هناكَ في أعلى اللّوحة من الزّاويةِ اليسرى تحديداً، رسم مضغة ً بحجمِ كفّهِ الصّغيرة ، يعودُ للزّاويةِ اليمنى ، يبدو أنّ المسافة ما بين الزّاويتينِ كانت كافيةً لتُصبحَ المضغةُ جنيناً ! لكن ليس للحدّ الذي تظهرُ فيهِ معالمُ الجنين ، فجأةً بساطُ الحزنِ يفترشُ عينينِ زرقاوينِ ترويانِ اللّوحةَ بسيلٍ من الدّموع ، تشبهانِ بالضّبط تلك التي ورثها عن أمّه ! في نهايةِ اللّوحة ، يشقُّ القمرَ نصفين ، يرسمُ النّصفَ الأوّلَ بأبيضَ شاحب، و الثّاني بلونٍ أحمرَ قاتم تسيلُ منهُ قطراتُ دم ! مع آخر قطرةِ حبرٍ سالت ، كانت أوّلَ قطرةِ دمٍ تنزفُ من رحمها ، بخطواتهِ الصّغيرةِ الرّزينة دخلَ إلى أمّه ، عيناهُ متسمّرتانِ في الّلا شيء - كعادته - ، و براءةٌ شقيّةٌ دفعت بنصفِ ابتسامةٍ باهتةٍ على شفتيه ، تقاومُ نحيبَ قلبهِ و أمّه ، لطالما حلُمَ بأن يشاركَ أمّهُ أيّ شعورٍ في الدّنيا لكنّ توحّده جعلهُ يتيماً من أيِّ وسيلةِ تواصل ، ها هو اليومَ الحلمُ تحقّق ، إجهاضُ أمّ و لوحةٌ من دم ! تشقُّ طريقَ ابتسامته دمعةٌ عذبة ، و أغنيةُ الطّفولةِ من التّلفازِ تصدح مواسيةً : " لا تبكِ يا صغيري لا انظُر نحوَ السّماء .. من قلبكَ الحريري لا لا تقطعِ الرجاء
facebook



إرسال تعليق