" لاتضيئي الشمعة " لـ يزن محرز -->

إعلان أدسنس

آخر المواضيع

breaking/مقالات/9

الاثنين، 16 أكتوبر 2017

أكتوبر 16, 2017

تكبير النص تصغير النص أعادة للحجم الطبيعي


لا تضيئي الشمعة!!
حذَّرتُها لكنها فعلتْ.
................................

تتجولُ في غرفتي المظلمة، وعلى ضوء الشمعة الخافت وهدوء الليل القاتل، تَأمَّلتْ علبة عطر نسائية فارغة، ثم التفتت إليّ ونظرت إلى عينيّ نظرةً يملؤها الصمت والغيرة، تابعتْ مسيرها تمسح الغبار عن صور عاشقاتٍ عابرات لتعود وتنظر لي بوجهٍ عابسٍ وصامتٍ كعادته، تقرّب الشمعة إلى رفّي الخشبي لتقرأ بوضوح عناوين قصائدي المنسية، وبصعوبة تحدق لتقرأ عنوان أول كتاب "هكذا يُحرق الماضي"، أعطتني الشمعة وفتَحَتْ الكتاب، قَلّبت كثيراً لكنها لم تجد به حرفاً يُقرأ، يزداد غضبها من هذه الغرفة، فهي لم تجد هداياها ورسائلها بعد، لم تجد نفسها بي، ولم تجدني أيضاً. بدأت تنفد شمعتها، وصبرها أيضاً، لكنها ترفض الخروج، أخرجتْ صندوق ذكرياتي، مَسكتُ يدها حتى تتوقف، لكنها أبعدتها وفتحته (عقب سيجارة ببقايا أحمر الشفاه - رسائل كثيرة محروقة التوقيع عمداً - علبة عطر من النوع نفسه مرة أُخرى) تركتْ صندوقي بهدوء وكأنها تقول له: فلترقد روحك بسلام أنت وأشياؤك الميتة. أخذتْ من علبة أقلامي قلمَ رصاص، وصارت ترقص به على دفاتري حتى ترى عن أي دفتر سأمنعها فتسارع لفتحه، لكنني لم أعر انتباهاً واكتفيتُ بمشاهدتها ترقص، وما إن صرتُ ألوح بيدي وأتفاعل مع رقصتها وأنتشي بحركاتها، توقفتْ، فعلمتُ حينها أن علي التوقف وعدم النظر إلى عينيها اللتين تغرقان بحقدهما عليّ. وبعد أن خرجنا انتظرتُ كثيراً ماذا ستقول أو تفعل، هذا الغضب يكفي لإشعال مئة بركان، وبعد أن فكرتْ طويلاً وفكّت عقدة حاجبيها أخيراً، وضَعَتْ يديها حول رقبتي ثم ابتسمتْ وقالت:"ماذا ستهديني في عيد الحب؟". مرَّرتُ يدي بين شعرها وقلت لها بصوت هادئ:"شمعةً أُخرى". حذرتها لكنها فعلت.
يزن محرز


إرسال تعليق

شظايا مبدعة