خاطرة لـ فرح اسعد -->

إعلان أدسنس

آخر المواضيع

breaking/مقالات/9

الاثنين، 16 أكتوبر 2017

أكتوبر 16, 2017

تكبير النص تصغير النص أعادة للحجم الطبيعي


أنا ممن يستسلمون في اللحظة ألف نبضة ولا جنازات تُقام من أجلي.
أركل المرآة بسمة دمعة، فتنتشلني صرخة أمي إلى الرشد.
جثةٌ تهربُ إلى الأفق كلّ غروب، ويعيدها صوت مئذنة نامت بقربي.
لم يأت لزيارتي خطاف الموت كما عاهدتني 'جدتي حبقة'
سأسري إليه وحدي، أتتبع خُطاها حبقة حبقة.
أربعٌ وعشرون عاماً من الانتصار على من نعتوني بناقصة العقل.
زينت الحائط بالشهادات.
ملأت رفوف المكتبة بالكتب والروايات.
دست ظلال الأمل مرات.
و استرقت النظر إلى قوس القزح الأبيض وهو يسرق ألوان الفراشات.
سامحته مُلطِخة جوفه بالأسود.
لكن كل هذا لم يُجدِ
بل أدركت في النهاية أني ناقصة وطن ،معطوبة حب، مكتملة الفقد.
منذ سبع سنين أنقب في وجوه العابرين عن أشباح أمواتي.
أما علمونا أنّ الأشباح تُلاحقنا ،أم صار الموت هنا كلعبة الغميضة عدوٌ وراء متخفٍّ لن يعود؟
أتحولت الوجوه خمارة مهجورة لزاهدة مثلي؟
الله
الغافر،لايبتسم لي كالسابق.
ولم يعد وأدي شيئاً مُرضياً ،فالتراب حكر على الأنقياء!
تخاف أمي شرودي الطفيلي، يتمتم لها أبي:حملنا الصغير فقدت عقلها.
لم أكن أنظر الحائط بل كنت أتأمل انعكاس نبضي في طيات قسوته.
صديق الطفولة الذي يحبني لا أطيقه.
 مهزلة الحكايا التركية تترصدني يومياً مع مشكلة واحدة فقط أن البطلين ماتا في حرب النجوم.
 ذاك دفنوه في مقبرة العظماء والثاني في مقبرة الظُلّام رغم أن الاثنين من ذات الثقب، بل رغم أن قلبي أُقتيد قبل خمس سنوات لغير مجرة.
الفاجعة المثلى  أنني سأتزوج عما قريب
شاباً فقيراً من قريتي
قد أصبح عاجزاً قبل شهرين
رفضته خمس عشرة مرة ووافقت على الزواج به حالما عاد بقدم واحدة.
لم يستوعب أحدٌ تضحيتي.
تُقسم أمي لنسوة الحي يومياً أنّ أمه نفثت سحر ذئبها داخلي، حين سرقت خصلة من شعري -حدث وأُرّخ في مذكرات أمي فقط-
أكان يجدر به الجثوّ على ركبتيه حاملاً بيديه خاتماً من الألماس، أوستهضمين الألماس ياجائعة الخبز؟
 أم سيركض أبي يبيعه لجارنا المُدنف فيعطيكم ثمنه حوتاً من التبن؟
انْظُرا ..
 قد جثا بقربان من قدم سيقت قبله إلى أرض الرب.
 ثم مانفعُ الحملان والذئاب مادام العقاب سيطالنا لامحاله على هذه الكِفات .
لابأس بهذا الصمت المقامر، الأجوبة لم تعد تُبلي بلاءً حسناً في حضرة عُتهي.
لكنني أعاود وأُؤكّد من جديد
لست ناقصة عقل.
لست أؤمن بالكارما وألحد بقضاء الله.
أنا مؤمنة بالتضحيات، بأن من قاوم لتكون الأرض له مرة سيقام لأجلي ألف مرة.
أقدس أن للذنوبِ حقاً بمآسينا
وللأفراحِ  عتقاً من أمانينا
كلُّ ألم هو وزرٌ سابق لو نظرت إليه خلسة دونما قرين.
كلُّ روحٍ تُعانقك هي بضع من أسراب خير لاحق طالما أنك تيممت البتول وغدقت لها الوتين.
وهذا النقصان في المثني من جروحي سيكمله يوماً نافخ الروح
بكم التواصي وبه أستعين.

فرح أسعد

إرسال تعليق

شظايا مبدعة