حوصلة عن كتاب: حكايَا من هَودج القدر
حَكايا مِن هودَج القدر، أقصد تلك النّصوص النثرية الهَاربة من إغماءة نجوم الرّاحة بعد منتصف الوجع، بعد الحَنين للأيسر المحموم بماء الصلصال الذّكري المتكَور بثياب الحاجة لسد رمق الشّغف والأمان؛ بعيداً جداً عن رياحِ نيسان الضّارية ونواح الهديل من صوريّا، نينوى، وندى. أسماء كثيرات تم تخليدهن بحروف لازوردية ماسية من القارة السّمراء ذات مساء بـ " طفلة قلبي "، في وقت صار لا ينفع تخليد الأسامي ولا تقديسها؛ بعدما صارت القدس تدعى أورشليم. كليهما سيُنسى ويجلد بلعنة الشوق واللاوصال..!
وفي فصل من فصوله المشبعة بالأنين، بل أقصد بعد تكتّل الملح على حواف الاحتضار الحبري على الورق، بما اختبئ من اعتراف من تشرين، ولوسين والعديد من زهور الأكاسيا من الجزائر، سوريا، والعراق لذات الوجع ﺑﻌﺪَ ﻣﻨﺘﺼﻒِ ﺍﻟﻠﻴﻞِ وصدى الاحتضار؛ ذهب الجميع بالنجوم وترك الحبر ملوى ها هنا يسرد جلدات الطلاق و زمجرة الطائفية من مردة يدعون بـ " قاطفوا الأرحام " ...!
نعم... ليس بالبعيد البعيد، وعلى مقربة من ختامه، وأنت تتجرع الاعتراف مع رشفة الملح؛ انتبه جيداً لنفسك من الصّراخ والعويل، و انفجارات النابالم والرّصاص بين السطور من المكلومين، انتبه جيداً للضباب الذي يخيم على البلد الذي نفيتُ منه و عذّبت، انتبه لحزن المرايا وهي تتقطر شوقاً لتقبّل أرضها قبل أن تعرج الرّوح من المنافي والسجون إلى ربّها. حروف ثكلى ستصدم بها عنونت ذات وجع بـ " غياهب السّنين العجاف " ...!
أتمنى أن تعيدوا البسمة لهؤلاء فإنهم أولى بالمعروف، وأولى بالوصال!
أشواق صوريا ( غرزول )
المشاركات
إرسال تعليق